تقارير وتحقيقات
أخر الأخبار
زيارة فخامة رئيس جمهورية تركيا إلى سلطنة عُمان.. خطوة جديدة في مسار التعاون والشراكة الاستراتيجية

- في إطار العلاقات التاريخية المتنامية بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا، تستعد السلطنة يوم الأربعاء المقبل لاستقبال فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارة دولة رسمية تمتد ليومين، تأتي تأكيدًا على عمق الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، وتعزيزًا لمسيرة التعاون المشترك في مختلف المجالات. تُجسّد الزيارة المرتقبة حرص حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان على بناء علاقات تقوم على الحوار البنّاء والتفاهم المشترك، بما يسهم في تحقيق المصالح العليا للشعبين الصديقين، ويعزز من مكانة البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتأتي هذه الزيارة استمرارًا لمسارٍ طويل من التواصل بين عُمان وتركيا، حيث شهدت السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا في العلاقات السياسية والتجارية، انعكس في ارتفاع حجم التبادل التجاري، وتنامي الاستثمارات المشتركة، والتنسيق المستمر في القضايا ذات الاهتمام المشترك. وفي الوقت الذي تمضي فيه سلطنة عُمان بخطى واثقة نحو تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040، تأتي الشراكات الدولية لتشكل رافدًا أساسيًا في مسيرة التنمية، خصوصًا مع دول كتركيا التي تمتلك تجربة اقتصادية وصناعية متميزة. ومن المتوقع أن تتناول الزيارة توقيع عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات التجارة، والاستثمار، والطاقة، والتقنية، والسياحة، والنقل البحري، بما يعزز فرص التكامل الاقتصادي بين البلدين. كما من المنتظر أن تشهد الزيارة جلسات مباحثات رسمية بين الجانبين العُماني والتركي، تتناول التطورات الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بما يسهم في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة، خاصة في ظل ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية من تحديات متسارعة تتطلب تعاونًا وحوارًا متوازنًا بين الدول المؤثرة. وتتمتع العلاقات بين السلطنة وتركيا بمرتكزات قوية، تستند إلى الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. فتركيا تُعد من الشركاء الاقتصاديين المهمين لعُمان، فيما تنظر أنقرة إلى مسقط باعتبارها مركزًا دبلوماسيًا فاعلًا يتميّز بسياسة الحياد الإيجابي والحكمة في معالجة القضايا الإقليمية. الزيارة المرتقبة ليست مجرد لقاء رسمي بين قيادتين، بل هي خطوة جديدة نحو ترسيخ شراكة استراتيجية شاملة، تُسهم في فتح آفاق أوسع للتعاون التجاري والاستثماري والثقافي، وتؤكد مكانة سلطنة عُمان كجسر للحوار والسلام في المنطقة، ودورها الفاعل في مدّ جسور التواصل بين الشرق والغرب.



